المطوع
المطوع
-A +A
علي المطوع
عرف عن الكاتب المصري محمد حسنين هيكل استشهاده بالأموات عند تعاطيه مع القضايا السياسية الحساسة، مسجلا سبقا في كيفية تمرير رواياته الدرامية لتعبر بأمان دون ضجيج أو اعتراض من أحد.

بالأمس مارس حمد بن جاسم بن جبر الدور ذاته، وهو يبرر تسجيلاته التي ورطه فيها الراحل العقيد معمر القذافي، الذي يبدو أنه لم يرد أن يرحل من الدنيا دون أن يكتب شهادة وفاة نظام الحمدين أخلاقيا وسياسيا، مدموغة بتسجيلات صوتية تسجل لهما في خانة العار والشنار والإفلاس السياسي والأخلاقي.


أضحكنا كسعوديين وهو يأخذنا إلى الخلف تاريخيا، ليبرر التسجيلات وليؤكد مكرها (حمد) لا بطل أن التسجيلات صحيحة.

يبدو أن لعنة القذافي أصابته في مقتل، ففي عام 2013، خرج الحمدان من المشهد إعلاميا وإن بقيا يديران الأمور من وراء حجاب، رغبة منهما في الانزواء في غيبة صغرى ريثما تعود الأمور إلى طبيعتها كما كانت قبل الربيع العربي، ذلك الحدث الذي بشر به الحمدان ودعماه بالمال والإعلام والمرتزقة من الرجال.

حمد بن جاسم كان يحاول أن يستغفل الداخل القطري، ويؤكد سلامة مقصده، وأن تلك التسجيلات كانت مجرد كلام في جلسة جمعتهما بالعقيد القذافي على الرمال.

المنطقة بأسرها، والأحداث التي نعيشها، نتاج سياسات حمد بن جاسم ومغامراته غير المحسوبة، هي نتاج جهله بالتاريخ، وأبسط قواعد السياسة وأساليبها، يبدو أن المال القطري والضوء الأخضر الغربي في زمن مضى، غر الحمدين وجعلهما يتصوران المنطقة على شفا جرف هار، ولكنه أنهار بهما وما زالا يتدحرجان نزولا عند الشعوب؛ كونهما أشعلا حرائق الفتن ولم يستطيعا تبريرها فضلا عن إطفائها.

حمد بن جاسم سقط أمام السعوديين، لأنه أراد الشر لبلادهم، وسيسقط أمام شعبه لأنه أدخلهم في أتون مراهنات سياسية لم ولن تكن قطر الدولة قادرة على التعاطي معها، يواكبها حالة الرفض الجمعية والمجتمعية في المنطقة، لسياسة قطرية سادت ثم بادت، ورموزها يحتضرون أخلاقيا أمام التاريخ والشعوب؛ كونهم تناسوا أن لكل زمان دولة ورجالا، وهذا الزمن زمن الحزم والعزم، زمن السعودية، زمن سلمان ورجاله الأبطال.

alaseery1990@yahoo.com